في يومنا هذا، إذا كان يهم المستهلكين شيئ أكثر من وصول طرودهم سليمة، هو وصولها على الوقت المحدد، سواء كان الزبون شخصاً ينتظر وصول أثاث منزله، أو بائع تجزئة ينتظر بضاعته، أو حتى ربة منزل تنتظر وصول البقالة التي طلبتها عبر الهاتف. مع النقلة النوعية التي يشهدها عالم التجارة الإلكترونية والتوصيل، أصبح الوقت المادة الخام لهذا العمل، إذ أنه كان سابقاً لوصول الطلب بالموعد فائدة وميزة إضافية للزبون، لكن أصبح الأمر اليوم ضرورةً من أجل الحفاظ على هذا المستهلك، إذ أن الوقت في التوصيل أصبح النقطة المفصلية، التي إذا ما رضي بها الزبون عاد، وإذا خذلته بها خسرته وخسرت غيره نتيجة التقييمات السلبية.
عملية التوصيل الناجحة، والتي يتم خلالها خدمة الزبون جيداً وعلى الموعد، تترك عنده إنطباعً سينعكس على سمعة شركتك، وستحدد مدى إستماريتك، حيث تشير دراسة لشركة Super Office المختصة بخدمة العملاء، أنه ما يعادل 90% من المتسوقين، مستعدون لدفع أموالٍ إضافية مقابل أن يحظوا بخدمة توصيل جيدة وعلى الموعد. الأمر الذي يشير إلى أهمية طريقة الشركة بالتوصيل وانعكاسها على رغبات الزبائن. وبالوقت ذاته، عملية توصيل غير ناجحة، قد تكون عواقبها وخيمة، حيث تشير دراسة لشركة Zetes المختصة بحلول سلاسل التوريد، إلى أنه ما يعادل 40% من المستخدمين الجدد غير مستعدين للتعامل مجددا مع نفس الشركة إذا ما حظوا بتجربة توصيل سيئة. ووفقا لمؤسسة رويترز الإخبارية، أظهر إستبيان، أن ما نسبته 65% من شركات الخدمات اللوجستية ترى أن رضى الزبائن يمثل التحدي الأكبر في مجال عملها.
منذ جائحة كورونا، ومع إزدياد الطلب على السلع عبر الإنترنت، تأثرت معدلات التوصيل على الموعد سلباً، ولم تسلم حتى كبرى شركات التوصيل من هذه المعضلة، حيث هبط معدل التوصيل على الموعد عند شركة UPS من 96.6% إلى 91% كما لاقت FedEx إنخفاضاً ملحوظاً من 95.6% إلى 88% بالعام الذي يليه. تظهر هذه الأرقام عدم الإستجابة والقدرة بالعمل على نفس الرتم عند شركات التوصيل حين يرتفع حجم الطلب. أدركت منذ جائحة كورونا شركات الخدمات اللوجستية أن الإلتزام بالتوصيل على الموعد تحدٍ صعب، وأنه من أجل الإستمرارية، عليهم إيجاد الحلول التي تتناسب مع الوضع المالي كما تهدف لرضى زبائنهم بأكبر شكل وإبقاء خطوط الإمداد عندهم سارية. ولا حل لهذه المعضلة التي تثقل كاهل شركات التوصيل غير اللجوء إلى التكنولوجيا، أي حل غير هذا، سباق خاسر، يضيع الوقت والجهد والمال.
برامج إدارة التوصيل، بأدواتها الذكية واعتمادها على التكنولوجيا في جمع بيانات حيّة، تضمن بقاء شركات التوصيل على المسار الصحيح، وتحل مشاكل الوقت في التوصيل، التي إذا ما حلت زال نصف همّ شركة التوصيل. مع الخصائص القابلة للتعديل يمكن مثلا للشركات الاعتماد على خاصية تحديد المسارات، التي تعطي أكبر استفادة وأقل تكلفة ممكنة لعملية التوصيل، وتضمن زبوناً راضياً في نهاية اليوم.
تضمن هذه التكنولوجيا المتقدمة، عمليات توصيل ناجحة بإمتياز، حيث تعمل خصائصها على تقليل معدلات الاستهلاك بأكبر قدر ممكن، من خلال رسم مسار بأقصر شكل، يعمل على تقنين استهلاك المحروقات والأميال، الأمر الذي سينعكس أيضاً على الوقت في التوصيل، حيث من المعروف أنه في هذا المجال، الإستفادة القصوى من الوقت تعني عوائد مادية أكبر. “الذي يسيء استخدام الوقت، هو أول من يشتكي من قصره”، الإدارة الذكية تعرف قيمة الوقت، كما والأنظمة الإدارية المتطورة مثل LogesTechs تأخذ بعين الاعتبار أهمية الوقت وضرورة الإستفادة منه من قبل أي شركة تختص بمجال العمل اللوجستي.